حديث الروح للروح - خطاب مفتوح لبغداد الرشيد وغزة هاشم
عبدالوهاب محمد الجبوري
ماذا ساقول لبغداد واختها غزة في ذكرى احتلال الصبية الحسناء فتاة الرشيد ؟ هو حديث القلب والروح والالم والامل والكبرياء .. حديثي لبغداد هو حديثي للحبيبة غزة هاشم وبودي لو ازورها واخضب يديها بحناء الفاو والبصرة لكن يبدو ان هذا اليوم قد تاجل الى موعد قريب باذن الله .. بودي لو ازور الاقصى واصلي فيه مع اخواني وابناء عمومتي في فلسطين ويكون امامنا ذاك الشيخ الجليل الذي هاجمه الجنود الاسرائيليون داخل الحرم القدسي وهو ينادي باعلى صوته وهو محمول على نقالته ( فداك يا اقصى ) ولكن مع الاسف لم يسمع صوته اولئك الذين خرست قلوبهم وعقولهم وماتت ضمائرهم ، لكننا والله سمعناه في العراق المحتل ورحنا نردد معه فداك يا اقصى وتمنينا لو كان جيش العراق حاضرا بعافيته ولم يعبث به المحتلون وعملائهم .. هو عهد ان نظل نردد مع شيخنا عبر السهول والبراري والحقول والجبال والانهار والقلوب في كل زمان ومكان .. فداك يا اقصى .. فداك يا اقصى ، فجرحنا واحد والمنا واحد وكبرياؤنا شامخ بعون الله ولن تنحني هامات الرجال الا لله الواحد القهار المنتقم الجبار ..سنظل نرددها حتى اليوم الموعود باذن الله .. واعذروني على الدموع التي بدات تفر الان من مقلتي رغما عني وانا جالس قرب دجلة انظر لمياهه التي لوثها المحتلون بدنسهم وقذارتهم وخبث ارجاسهم واذنابهم .. الا تبا لهم .. الا تبا لاحفاد ابي رغال والعلقمي ..
ماذا اقول للاقصى .. لغزة ... لبيسان . لحيفا .. ليافا .. للخليل .. لبغداد والموصل والبصرة وكركوك والنجف الاشرف وبابل ...اه يا زمن .. الكل في القلب نبض يخفق رغم النزف وعمق الجرح .. فوالله لا نحزن على ما يرتكبه اليهود والامريكان والصهياينة من جرائم رغم الامها وبشاعتها وقسوتها بقدر ما نحزن على مواقف الاعراب المتخاذلين الذين ساهموا وشاركوا في ذبح العراق وفلسطين ولا زالوا ...
ماذا اقول للعراق وفلسطين وكلام الدنيا كله لن يوفيهما حقهما ولكن لابد من ان نتحدث للحبيبتين يوم ان غدر الغادرون بهما .. حديث الجرح للجرح والكبرياء للكبرياء والشموخ للشموخ والعز للعز ..
أقول بعد الأحداث الدامية التي لازالت تعصف بالعراقيين والفلسطينيين في ظل صمت عربي وإقليمي ودولي مشين ولا مبالاة عربية إلا من هدى ربي – من الحكام والمسئولين والأحزاب والتنظيمات السياسية والكتاب والمثقفين ممن لهم تأثير أو دور ما في سير الأحداث وصناعة القرار أو التعبير عن مأساة شعب وأمة -أقول لك الله يا غزة .. لك الله يا عراق .. والآخرون مشغولون ، بدنياهم وكل بما جبل عليه من نفاق ومصالح شخصية وأنانية وكذب وخداع وتضليل ..لكم الله أيها الرازحون تحت لهيب النار والظلم والجوع والألم والحرمان ..
لكم الله أيها الصابرون الصامدون الذين تأكلون الخبز اليابس معجونا بالدم والرماد ومعطرا بالدخان ، والآخرون يتاجرون ببؤسكم وشقائكم وحزنكم ومصير أبنائكم وأمراض أطفالكم ونحيب ثكالاكم وأراملكم وأيتامكم ... نراهم مشغولين بما هو اعز عليهم من بردكم وجوعكم وآلامكم ، أما أصحاب العروش والكروش – ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم - فهم مسكونون باللعنة والصمت واللامبالاة ، مشغولون بملء بطونهم سحتا ودما من نبض حياتكم ، يتفرجون سرا وعلنا على تقلبكم بين نيران ونيران ونسوا آن الله يسمع ويرى ..
لكم الله أيها المرابطون في سبيل الله وفي سبيل أوطانكم وشعبكم وعرضكم وكرامتكم ولا من ناصر إلا الله ،
ونعم به انه المنتقم الجبار على كل جبار معتد اثيم ، يعز من يشاء ويذل من يشاء .. وهو على كل شيء قدير ونحن هنا نذّكر فلعل الذكرى تنفع المؤمنين ..
رحمكم الله أيها الشهداء الذين غدرت بكم آلة الحرب الأمريكية والطائفية يوم أمس واول امس وقبلها وما قبلها في بغداد والموصل وبعقوية والانبار والفلوجة وصلاح الدين والكوت والبصرة وغيرها من مناطق العراق المختلفة – ولازالت تغدر – وفيها قدّم العراق ولا زالوا يقدومون التضحيات الغالية على طريق التحرير وطرد المحتلين ومن جاء معهم ..
رحمكم الله يا شهداءالاقصى وغزة وكل فلسطين وسلام عليكم وانتم في مساكنهم الطيبة ترفلون في عليين برحمةالله ونعمه .. هنيئا لكم يا شهداءالوطن والامة ويا شهداء المسلمين في كل زمان ومكان ..
الخزي والعار للمتخاذلين ومدنسي قضايا الشعوب وشرفها وعزتها وكرامتها والمتاجرين بدمائهم وآلامهم وأحزانهم من اجل دنيا فانية ومال وجاه وعروش زائلة ، كل شيء زائل إلا وجهه الكريم سبحانه وتعالى ..
لكم الله أيها المجاهدون والصابرون فانها البشرى من الله بان النار مأمورة لكم بالبرد وعليهم باللظى والحريق والذل فانتم الرابحون في النهاية لان وعد الله حق ..
لكم العز والشرف في الدنيا والرحمة والجنة في الآخرة .. ولهم الدنيا وجنتها الفانية الزائلة والذل والحساب العسير في الآخرة .. وجوهكم يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوههم يومئذ ياسرة مسودة .. ولعمري هذا هو الربح الكبير لعباده الصالحين والخسارة الكبرى لاؤلئك الذين فرطوا بأوطانهم وأمتهم ..
أدعو الله أن نلتقي على حوضه مع حبيبنا المصطفى المختار محمد صلى الله عليه وسلم وان يهدي الله من ضل سواء السبيل فلعل الله يرحمه ويرحمنا .. اللهم آمين
للباطل جولة وللحق جولات
****
العراق المحتل في 24 / 3/ 2010