شهيدٌ يُشبِهُ السَّماءْ.
...............................
عيناهُ حائِرتانِ في وطنٍ من الأحجارِ والليمون.
والصَّدرُ يَحمِلُ مِنْ شَهيقِ البَوحِ أغنيَةً.
بيضاءُ لا كدَراً يُقاسِمُها رَحيقَ الصَوتِ
حَمراءُ كالجوريِّ في لونٍ كطعمِ الحُبِّ.
وَعلى جُفونٍ غافياتٍ يَرتمي الباقونْ.
سطرٌ إذا كُتبت!! فَهلْ تكفيهِ في رَمقٍ.
والحزنُ يُولِجُ في صَحيفتِهِ السُنونْ.
............
بَعضُ الرِّمالِ تَعبَّأت في ثوبِهِ الرَّاقي.
وَتَحَرَّكت كالمَوج ِفي سَفحِ العُيون.
قم بَعثِرِ التاريخَ يا وَلدي .
قالتها!!
وَتلعثمت صَيحاتها بَلْ أمسَكت
في ثوبِهِ المَتروكِ أزمِنَةً بِلا أزرار.
في كُلِّ رُكنٍ مَرَّ يَترُكُ شَمْعَةً
وَقصيدةً أخرى بِحَجمِ الكون.
.............
حَمَلوهُ أمتاراً أمامَ الريح وَالأناتِ.
جَعَلوهُ مُختاراً وَشيخَ الحَيِّ والساحاتِ.
الزهرُ يَسقط مِثلما سَقط الضَميرُ على الحَصى.
والبَأسُ خرَّ مُلطخاً بِالزَيفِ وَالراياتِ.
قمْ لا تنم!!
أمٌ أنا وَلدي فَدَتكَ العَينُ وَالأشلاءْ.
قالتها!.
كحَمامَةٍ غَنَّت إلهَ المَوتِ وَالأحياءْ.
وَ الحَرفُ ثارَ فَصارَ أمطاراً وَضَجَّ البَحرُ والغاباتْ.
..................
قيدٌ تَفككَ وَانطوى ثُم استراحَ بِصَرخَةٍ مِنْ مَجدْ.
كفتىً تَسَلقَ عُمْرَةَ الأبطالِ في أوجِ الفِدا وَالوَعدْ.
القبلةُ الخَرساءُ مِنْ عَينيهِ تقتلنا وَترمينا بِلا أعْباءْ .
أصرُخْ فَلا آذانَ تسْمَعُكمْ شقيقَ البَحرِ وَالأمواج.
أصرُخ فبَعضُ عُروبة ٍ
ذُبِحَتْ فَسالَ المَال ُ في( الأدْراجْ )
أصرُخ فَنيسانٌ غَدا
جَبَلاً مِنَ الأهوالِ وَالأتراح.
والخُبزُ يَبكيْ شاحِباً كقَصيدَةٍ
حُبلى بِسَطرِ الخَوفْ.
...................
أصرُخْ فَبَعْضُ دِمائِنا جَفَّتْ سُداً.
أصرُخ فلا صَحوٌ سَيَغشانا وَ لا أنوارْ.
هذا هُوَ الحالُ المُرابِط بِالعُقولِ وَبِالدِّيارْ.
هَذا شُروقُ البُؤسِ في أيدٍ مُطوقةٍ
هَذا ضَميرُ الغائِبِ الباكيْ عَلى الأطلال.
هَذا سَوادُ الماءِ في أغلالِنا
هذا شُموخُ العارْ.
......................
أنظرْ هُناك رُقادُكَ المَحتومُ عِندَ الفَجرِ مُنتصِراً
هُناكَ الطهرُ يَغشاكمْ شهيدَ البَيتِ وَالأسْوارْ.
هُناكَ تُخَلدُ النَعماءُ والأفكارْ.
هُناكَ الآن منزلكم فلا شكوى ولا أعذارْ.
هُناكَ ربيعكم أنتم ونَحنُ الصَّمتُ والإجبارْ
..................
شعر/محمدأحمدخليفة