ثورة التغيير بقيادة الشعوب ... / بقلم رنا خطيب

[رنا خطيب]

ثورة التغيير بقيادة الشعوب

الشعوب العربية قررت التغيير ...

الثورة بكافة أشكالها هي حركة لأجل التغيير..قد تكون عملية بناء أو هدم أو تعديل أو استبدال..لكن في مجمل معانيها هي تغير وضع..

كانت بداية عام 2011 هي بداية تغيير نمطي لحركات المظاهرات ..فقد تحولت هذه المظاهرات التي تقودها الشعوب إلى ثورات استطاعت بكل وسائلها البسيطة و السلمية أن تسقط رؤوس النظام الذين بالغوا في ظلمهم و استبدادهم .. لقد كان لهذه الثورات مطالب تم تحقيق بعضها ، و ما زال صوت الثورة عاليا يطالب بالمزيد من المطالب تضمن لهم العيش الكريم و حفظ لهم حقوقهم الإنسانية المشروعة .

لكن رغم أن اتفاق عمل الثورات في الشكل العام و المطالب لكن ألا تعتقدون معي بأن لكل ثورة خصوصياتها تعود لطبيعة المجتمع الذي أحتضنها؟

و هنا نود تسليط الضوء على الثورات المطلقة الآن
ثورة تونس
ثورة مصر
ثورة ليبيا
ثورة البحرين
ثورية اليمن
و هناك تحرك عراقي لتغيير النظام أيضا
وأخيرا سمعنا بالتحرك المغربي المطالب بالإصلاح السياسي و تغيير الدستور في الآونة الأخيرة؟؟

هل مطالب المتظاهرين في تلك الثورات كلها واحدة؟

هل خصوصيات كل ثورة واحدة أم هناك اختلاف ؟
و أن كان نعم ما هي خصوصيات كل ثورة؟

هل الحوار بين السلطة الحاكمة و الشعب الثائر لتنفيذ مطالبهم هي وسيلة نافعة لحصول الثورة على أهدافها ؟ و ما هو سقف الحوار ؟

أين دور المثقف العربي و النخبوي في عملية المشاركة مع طلائع الثورة و روادها ؟

هل يمكن أن يكون هناك ربطا ما بين ما يحدث في عالمنا العربي و بين مخططات أمريكا و حليفتها إسرائيل في رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد بأدوات جديدة تتناسب مع المرحلة القادمة؟؟

و اخبرا فعلا هل ستؤدي مظاهرات و احتجاجات الشعوب إلى تغيير شامل في الوضع السياسي ؟

هل ستؤدي الحلول الجزئية التي يقدمها الحكام للشعوب إلى إخماد نار المظاهرات ؟ أم أنه فات معاد الحلول الجزئية و أصبح الموقف مع الشارع العربي؟

ما هو استعداد الشعوب لإدارة التغيير بعد إسقاط الأنظمة ؟

حوارية سياسية شاملة تسعى إلى تسليط الضوء على ما يحدث في عالمنا العربي مع بداية هذه السنة من خلال معرفة آراء المثقفين العرب من مختلف دول الوطن العربي..

بانتظار حواركم؟

مع التحيات
رنا خطيب

تاريخ: 20/2/2011

[يسري راغب]

الاستاذة رنا المحترمة
تحياتي
لماذا هبت الشعوب منتفضة ثائرة على حكامها في عالمنا العربي
الاسباب نجملها في مايلي
- الفوارق الطبقية الشاسعة مابين الطبقة الغنية والطبقات الفقيرة
الضغوط الاقتصادية
- الممارسات السلطوية السيادية القهرية مابين الامن والشعب
الضغوط الامنية
- السياسات الخارجية الجبانة لكل الانظمة العربية في مواجهة العدو الخارجي
الضغوطات الخارجية
- حرية الراي والتعبير والمشاركة السياسية الداخلية في المجالس المحلية والنقابات
الضغوطات الداخلية
وهذا كله لان الحاكم العربي يعشق البقاء في الحكم الى ان يصل الى
مصير بن علي وحسني مبارك
فلماذا البقاء في الرئاسة حتى السجن او الموت
ان بداية حل كافة المشاكل
البداية فقط
هي تحديد مدة الرئاسة لمدة اقصاها اثنى عشر عام او دورتين رئاسيتين فقط
ونكمل في بحث الاسباب للثورة على الصفحات التالية ان شاء الله
مودتي وتقديري رنا

[رنا خطيب]

أهلا و سهلا بك استاذ يسري راغب

أتفق معك حول الدوافع التي حددتها ، و التي كانت الشعلة التي أطلقت ثورات الجماهير العربية ..إن طول الصمت على القهر و الاستبداد و الحرمان و امتهان الكرامة و لقمة العيش المرة..كلها كانت الدافع لإشعال فتيل الثورة .

لكن ألا تتفق معي و خصوصا أن عدوى الثورة التي أشتعلت في غالب الوطن العربي.لها أسباب أخرى غير السبب العام لتلك الشعوب..

ثم علينا أن نفرق بين معنى الثورة و بين المظاهرات و بين أعمال الفتنة و الشغب و بين المؤامرات..

لا تشابه بيتنهما
ثورة تونس و ثورة مصر..كانتا نموذجا للثورات السلمية و التي أستطاعتا أن تغير مفهوم الثورة التي يستخدم فيها السلاح العسكري.
لكن قورة ليبيا أختلفت و ابتعدت عن منهج هذه الثورات فكانت عنيفة من الأول ثم أزداد الأمر سوءا بسبب التدخل الأجنبي و العربي..بحجة حماية المدنيين و للأسف الفاتورة تدفع من دماء المدنيين..

ثورة البحرين أشتعلت بفتنة طائفية
و النظاهرات بالسعودية اشتعلت بمطالب إنسانية لكن ملوك البلاد يستخدمون الدين لقمعها بحجة أن المظاهرات محرمة .
ثورة سورية التي حاكها بعض الحاقدين لم تكن ثورة بل مؤامرة أرادت أن تخترف الجسد السوري كي تزعزع أمنه و تقسمه لكن أبى الشعب السوري إلا أن يكون درعا واقيا لهذه المؤامرة.. و أسقطها.. لكن لا أنكر وجود بعض المعارضين داخل سورية يطالبون بحقهم في الإصلاح و التغيير و هذا صحيح ..لأن سورية كأي دولة عربية تعاني من فساد كبير و هذا لا ينكره أحدا و تحتاج إلى تكثيف جهود الرئيس بشار و معه الشعب لمكافحة هذا الفساد...

لكن نحن أخترنا أداة التغيير و الإصلاح بأن يقودها الرئيس بشار و نحن معه..

يجب أن يدرك أي مسؤول في سلطة أن صوت الجماهير أصبح من أقوى الأصوات لذلك عليه أنن يعرف أن الورقة الوحيدة التي ستجعل الشعب واقفا مع الرئيس هو أن يلبي مطالب الشعب المنطقية و التي لا تتعارض مع أمن الوطن و أن يكون معهم في صف واحد..

أتمنى أن نستفيد من معرفتك السياسية و تخبرنا على الفوراق بين هذه الثورات..

مع التحيات
رنا خطيب

[يسري راغب]

الاستاذة رنا الموقرة
احترامي
اسمحي لي ان انقل هنا كل ما كتبته عن الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن وهي الثورات التي يمكن ان نطلق عليها ثورات شعبية كاملة
فالثورة هي ارادة الاغلبية من الشعب لتغيير الحكم بالعنف او بالاجماع السلمي - وتكون حكما صادرا من الشعب بانهاء الحكام - كما حدث في مصر وتونس والان في اليمن اما ليبيا فيمكن ان نضعها تحت ما يسمى بالانتفاضه المسلحة لانها ثورة مسلحة اقل من الثورة الشعبية واكبر من الانقلاب !!!!!!
---------
فالانقلاب هو اتجاه فاعل ومؤثر لنخبة الشعب ضد النخبة الحاكمة - هي مجموعة من الناس لتغيير المجموعة الحاكمة - وليس كل الناس - كما في الثورات - تغير لكن قد لا تصلح وقد تصلح !!!! وهي التي عشناها في حقبة الخمسينات والستينات من القرن العشرين خاصة في سوريا والعراق -
ويمكن ان نطلق على ماحدث في البحرين انقلاب شعبي لانه موجه من جماعة ضد جماعة - وليس من كل الشعب - وهو ما سوف ندرسه ان شاء الله
---------
المظاهرات وهي الاقل تأثيرا والاكثر قربا من النظام رغم انها موجهة لاصلاحه وقد تبدو انها ضده اذا نظر الحاكم الى المتظاهر نظرة استعلائية / فالمظاهرات هي الافعال التي تعبر عن الحاجة للاصلاح ضمن النظام الحاكم وليس خارجه - تصلح ولا تغير - وتكون بمثابة النقد البناء للحكام -
وهي التي يمكن ان تكون مماثلة لما حدث في سوريا خلال الايام السابقة
------------------
وفي الصفحات التالية سوف انقل ما كتبته عن ثورات الشعوب في مصر وتونس واليمن / وعن الانتفاضة المسلحة في ليبيا وعن الانقلاب المذهبي في البحرين / وعن المظاهرات في سوريا
------------------
ودمت سالمة منعمة وغانمة مكرمة
ودامت سوريا الحبيبة وكل اوطان العالم العربي

[يسري راغب]

اولا :- في المبررات
-------------------
الثورة كانت على حكام جبناء فرطوا في الارض والعرض
باعوا العراق وتركوا غزة محاصرة
اشتروا الارض بأبخس الاثمان وباعوها بما يجعلهم مليارديرات
نصف الشعب في مصر تحت خط الفقر
وخمسة بالمائة مليونيرات
تحت اي سقف فان الثورة على هؤلاء انجاز
والنجاح الاول تنحية مبارك وزين العابدين
والخطوة الثانية والثااثة تمت في مصر باعتقال الفاسدين من الوزراء والاثرياء وبتعديل الدستور في مصر محددا اقامة الرئيس لدورتين انتخابيتين لا اكثر
والضمانة ان يكون الجيش مستقلا ليكون الميزان دائما بين الطاغية والشعب
ونتمنى ان تسير تونس على هدى الخطوات الدستورية المصرية
اما القذافي فهو نموذج الحاكم الديكتاتور الذي يتجبر على اهله وناسه ويخاف امريكا ويلتمس رضاها
الا يستحقون امثال هؤلاء الثورة عليهم وتحت اي سماء
الا يكفي جبنهم امام اعداءنا طيلة اربعين سنه نحارب بعضنا ولا نحارب اعداءنا
اليسوا هم الذين ايدوا امريكا في حربها على العراق وافغانستان
اليسوا هم الذين سكتوا على عدوان الصهاينة على غزة وجنوب لبنان
يكفي هذا لاعلان الثورة واقصاءهم
=========================
الشعب التونسي هو الذي اطلق شرارة الحرية والتغيير في العالم العربي
ومن خلال الاحتجاج على الفساد في مراكز الشرطة عبر عنه البوعزيزي انتفض كل الشعب في ثورة لم تتوقف رغم هروب زين العابدين بن على وهو مثال للحكام العرب الفاسدين التابعين لامريكا والمستسلمين لمخططاتها في ضياع العراق وفلسطين فضلا عن اختلاسه واقاربه واقارب زوجته المليارات
وراشد الغنوشي الذي عزل كرئيس خلفا لزين العابدين جزء من النظام السابق
لكن الشعب التونسي بشبابه ورجاله ونساءه وبناته
بكتابه وادباءه وقادته المخلصة النقية لن يترك اي فاسد من النظام المخلوع
ننتظر الخطوات الاصلاحية لتنظيف تونس من الفاسدين
------------------------------------------------------------------
في السياسة لا توجد مباديء وتوجد مصالح
في الثورة لا توجد مصالح وتوجد المباديء
ما حدث في الشارع العربي كان ثورة شباب يتطلع الى الرفاهية والكرامة
بالمقابل هناك ساسة وسياسات قائمة على المصالح منها مايريد الحفاظ على ما كسبه من الماضي ومنهم من يريد ان يكسب المستقبل والشباب هم سدنة الحرية ولا يمكن الا ان ينحازوا للمستقبل ويكونوا رمانته
رياح التغيير فائمه وليس لها الا واحدة من ثلاثة
- الليبرالية والافق الوطني انتهى زمانه
- العودة الى القومية العربية بمواجهة مع الفكر الاسلامي - ومابينهما تدور الخلافات والاختلافات -
- سيطرة التيار الاسلامي مع تنامي الخلافات المذهبية على المستوى الاقليمي مما يسمح للتدخلات الاجنبية في لحظة معينه من خلال هذا الطرف او ذاك عبر الانقسامات الاثنية الطارئة
رياح التغيير جلية واضحة
ومسيرتها في علم الغيب تنتظر حكمة القادة الجدد للامة كلها
------------------------------------------------------------------------------------------------
نعم انها الى الامام صحوة شعبية عارمه
هكذا تاتي الينا اخبارها
في مصر تقول الحكاية انها اعادت للحياة بريقها
واستمدت من شمس التحرير نورها
وعدل الدستور بنعم واضحه
الرئيس لن يكون عنوان امة وبديلا عن وطن باكمله
الرئيس لن يبقى سوى سنوات محدده
وسيكون الوطن للمستقبل عنواننا
-------------------------------------------
ثورة شعبية ام اجندات خارجية
وفي الرؤية شق ثالث هو / الرغبة في التغيير من جانب القوى والاحزاب المعارضة للحاكم
وبالتالي هناك / التلقائية في الثورة الشعبية التي تمثلت في خروج الملايين والملايين الى الشارع في مصر وتونس واليمن وليبيا رافضة حكام جبناء مختلسين شجعوا المحسوبيات والرشاوي والفساد وتلك الملايين لا يستطيع اي احد تحريكها دون ان يكون هناك اجماع على رفض الحاكم وهو ما اظهرته الجماهير الثائرة
والثاني هو تأييد الاحزاب والاقوى السياسية المريدة لتلك الهبة الجماهيرية انسجاما مع طموحاتها في الوصول الى سدو الحكم من خلال برامجها السياسية لكنها لن تكون الحكومات المثالية او القيادة التي لاتخطيء ولكن ما يضمن عدم تفشي فسادها هو ان يكون الدستور حاميا لتغيير الحاكم بنصوص لا يجوز تعديلها لان الاساس هو التغيير وليس بقاء الرئيس طوال حياته حاكما
فالنص على عدم جواز استمرار اي حاكم لاكثر من عشر سنين مع عدم جواز تعديل هذا النص من قبل اي حاكم او هيئة قد يضمن مستقبل اكثر حرية واقل فسادا في منطقة تجرب الحرية لاول مرة تجربة حقيقية وفاعله
وهذا ما نأمله
ويبقى التدخل الاجنبي هل هو ماخطط لقيام هذه الثورات من خلال قنوات اعلامية او منظمات اهلية مرتبطة بالخارج او من خلال التكنولوجيا العالمية المفتوحة على كل القنوات وعلى كل الاجيال وان كان هذا صحيحا هل كان له دور في تحريك الملايين التي اعلنت رفضها للحاكم
- نستطيع القول جازمين بأن الثورات قامت ضد حكام يستحقون الثورة عليهم فلا ندامة على خلعهم وايا كان الجديد فلن يكون اسوا من القديم
اما عن مخططات الاعداء في الخارج نحو شرق اوسط جديد فهذا مخطط قديم ولازال يراوح مكانه امام رفض الجماهير العربية له ولن ينجح تحت اي حكم كان لان العدو الرئيسي لتقدمنا ووحدتنا ونهضتنا معروف في فلسطين المحتلة وفي العراق المحتل وفي من قسم السودان وفي تعميق الطائفية في لبنان
علينا ان نستبشر خيرا بالجديد
وان غدا لناظره لقريب