
لم تّستطع والدة الأسير المحرر خالد المغير من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة أن تّصف شعورها كباقي أمهات الأسرى المحررين من السجون الصهيونية، فهي تعيش اليوم فرحة العيد وولدها حر طليق بعد 42 عيدًا من الحزن والعذاب.
وأفرج عن الأسير المحرر خالد المغير ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل الأخيرة التي أبرمت بين حركة حماس والاحتلال الصهيوني، والتي أفرج بموجبها عن 477 أسيرا وأسيرة، وذلك بعد 21 عاما من بين 3 مؤبدات كان محكوما بها، بتهم عدة من بينها الانتماء لكتائب القسام –الجناح العسكري لحركة حماس-.
يوم فرح
وتقول المغير: "أول عيد أشعر بالفرحة الحقيقية من كل قلبي منذ 21 عاما، حيث قضيت 42 عيدا دون أن أشعر بمرورها، ولم تكن هناك مساحة حقيقية للفرح، لأن ابني وفلذة كبدي بعيد عن نظري، ولم يستطع أن يصافحني ويُقبلني كباقي أولادي".
وتضيف "اليوم يختلف العيد في شكله وفرحته، فاليوم إبني أفرج عنه بفضل الله عز وجل، ثم بفضل المقاومة التي أتمنى أن يحفظها الله، وها هو العيد الأول له وهو بيننا، وإن كان قد منّ الله عليه بزيارة بيته، وتأدية الحج لهذا العام كباقي الأسرى المحررين ضمن الصفقة".
وتتابع والدة المحرر "لم أكن أحلم بذلك، ولم أكن أتوقع بأن خالد سيحضر هذا العيد معنا، فكلما نسمع بأن هناك إفراج عن أسرى لم يكن يحدوني أمل كبير، لأنه محكومة مدى الحياة، ولكن الله عز وجل كتب لهم الفرج والذي لم نفقد الأمل بوجهه يومًا".
فرحة مثلثة
وتلفت إلى أن منزلها امتلأ بالمُهنئين في اليوم الأول للعيد، وما زال الناس يتوافدون رغم أن ابنها قد غادر للحج، وأضافت بابتسامة ارتسمت على محياها "الحقيقة أنها تهنئة مثلثة، بفرحة الإفراج وفرحة العيد وفرحة الخطوبة لخالد.
وقالت: "هذا المشهد أزال الهم عن قلبي، والكثير التمس ذلك خصوصًا من الأقارب، وبدءوا يمازحونني (وجهك فتّح يا حجة والمرض راح عنك!)، كما أن جميع أولادي وبناتي وأحفادي تواجدوا داخل المنزل، وحضروا الأضحية جميعًا".
وتُشير إلى أنه وعلى الرغم من أن ابنها ذهب لأداء الحج، إلا أنَّ ذلك لم يُنقص فرحتها، وقالت: "كل يوم يحدثني من الديار الحجازية، ويشرح لي تفاصيل رحلته، وهو في غاية الفرحة والسرور، كما أنني قمت أنا وبناتي بزيارة عروسة لتهنئتها بالعيد".
وتتمنى والدة المحرر المغير بأن تعم الفرحة كل بيت أسير مُحرر، وكل بيت أسير ما زال خلف قضبان الاحتلال، وتمنت من الله أن يمنّ عليهم بالفرج القريب، وأن يأتي العيد القادم وقد خرجوا جميعًا، ويعيشوا أجواء الفرحة والسرور والبهجة بين أمهاتهم وأطفالهم وزوجاتهم وأقاربهم وأحبابهم.
فرق واضح
أما وليد المغير، وهو الشقيق الأصغر للمحرر خالد، فلا تختلف فرحته عن فرحة والدته، فهو الأخير لم يستطع أن يصف شعوره، في ظل أجواء الفرحة التي تغمره وأفراد عائلته وأشقائه وشقيقاته، بين أخيهم المحرر.
ويّبين المغير أنه يشعر بسعادة كبيرة لأول مرة بالعيد، رغم أن أخاه غادر للحج، وتابع "اختلفت الفرحة هذا العيد بكثير عن حوالي 42 عيد مضت بالنسبة للعائلة جميعًا، لوجود الأخ الحنون والطيب والخلوق والمحبوب بيننا، بعد حرمان طويل".