هيَ الشامُ

[هاني درويش]

هيَ الشام

ألا تَبَّ قولٌ آثِمٌ وزنيمُ= وتبَّتْ يدٌ خطَّتْ وَتَبَّ غشومُ

ويا بئس ما غلَّ الغريمُ بِصَدرِه= من الحقدِ حتى أرهقتهُ همومُ

يبيتُ على غلٍّ ويصحو بحسرةٍ= فقد قامَ في شامِ الأباةِ كريمُ

أبيٌّ يعادي الطامعينَ مُثَقَّفٌ= بهِ البِشرُ بَشارُ الرؤى وحكيمُ

له الله والشعبُ الأبيُّ وَحِكمةٌ= معينونَ ،بارِكْ ،والعدوُّ رجيمُ

تعالوا نعيقاً بالشَّكاةِ وقد رأوا= صمودَ بني الفيحاءِ حينَ أُضيموا

تألَّبَ ضدَّ الشامِ غدرٌ وناكثٌ=بعهدٍ وذو ثأرٍ بغى وظلومُ

ولم يبقَ خفاشٌ تلطَّى بِظُلمَةٍ= لَعيناً وَسُلَّتْ بالسُّعارِ جَحيمُ

تحَرِّضُ باسم اللَّاتِ إحياءَ فِتنةٍ= وتدعو لغوصٍ في الشَّتاتِ يهيمُ

سَلوليُّ فِكر والعقيدةُ جُلْبِبَتْ= أباليسَ ما يدعو إليهِ كَظيمُ

تَفَطَّرَ قلباً إذ رأى أن كيده = وكيدَ بني الظلماءِ ليسَ يقومُ

ولم تُفْلِحِ الضغناءُ في ثني من وعوا= مَحيكَ اعتدالٍ يرتَديهِ لئيمُ

نفاقٌ وشكٌّ واحتدامُ ضغائنٍ= فحقدُ بني الأعرابِ وَيكَ قديمُ

تسيلُ دما الأبرارِ في الشامِ إنَّما= بأيدي عميلٍ غَرَّرتهُ شَؤومُ

يُؤَمُّ بخنزيرٍ يعرُّ بِعاره = كما عرَّ كلبٌ فاجأتهُ سَمومُ

ويحميهِ لوطيٌّ بِمَكَّةَ بوقُهُ = إلى القتلِ يدعو واحتَفى المشتومُ

أميرٌ إذا نَسَّبتَهُ لِعروبةٍ= يصيحُ كَمَلسوعٍ :أبي شَلَؤومُ

وإني لأجدادي قُريظَةَ أنتمي= وحقدي عليكم في الشآمِ عظيمُ

ولي في قينقاعٍ حليفٌ مؤيَّدٌ= بإنتاجِ نفطٍ فوقهُ سأعومُ

ولم أهنَ بالاً منذُ صارَ عرينُكمْ= بهِ الأُسدُ رفضٌ ضِدُّهُ الـ (مونيمُ)

وأُوذى بلاءاتُ الصمودِ ورفضكم = لما راحَ يُملي بالخضوعِ غريمُ؟

أُريدُ لهذا الشرق فتَّاً وفرقةً= تكرِّسُ تخريباً لينعقَ بومُ

وأُعلي على هذا الخرابِ مآذناً = تُحِلُّ الذي قد بتَّه التَّحريمُ

تنادي ألا حيوا اليهودَ وأقبلوا=لتطبيعِ شأنٍ حكْمُهُ التَّجريمُ

ألا تبَّ قولٌ فاسقٌ وزنيمٌ=وتبَّت يدٌ ذلَّ الشآمِ ترومُ

هيَ الشامُ يا بنَ الساقطين وعاركم= غنيٌّ عنِ التعريفِ فهو مُقيمُ

هيَ الشامُ تاجُ المجدِ تاجَ جبينها= بها الحقُّ يعلو ما استشاطَ زنيمُ

هي الشَّامُ يا بنَ الجاهليَّةِ شوكةٌ= في حلقِ مثلِك لم تَزلْ وتدومُ

هيَ الشامُ فيحاءُ الصُّمودِ وقلعةٌ= بها الحَقُّ يعلو والبَغيَّ خصيمُ

خيولُ بني حمدانَ حرزُ شمالها= ويرموكُها بالحارسيهِ عليمُ

ولا فرسَ إلا من يحجُّ لِزينبٍ= ويُعلي مقامَ الزينباتِ كريمُ

فإنْ ترمِ من حجوا لِطُهرِ مَقامِها= بِعبَّادِ نارٍ صَهْ فأنتَ رغيمُ

يرونَ بأهلِ البيتِ ما لستَ مُدركاً= وأعماكَ عنهُ بالتَّتَلْمُدِ رومُ

فإن أنتَ أبديتَ الأسى ولواعجاً= على الشامِ حاذرْ للحديثِ هزيمُ

نعمْ إن أمريكا وأنت حليفها = تحاولُ أن يودي بنا التَّقسيمُ

تحاولُ فكَّ الإرتباطِ للحمةٍ= ولم تالُ جهداً واللَّبيبُ فهيمُ

فقهنا محيكَ الغرب علماً وخبرةً= وقلنا بفعلِ الرفضِ أنتَ سَخيمُ

أيا شام، يا شامَ الأباةِ ألا اهنئي= وتيهي صموداً ما أُغيظَ ذميمُ

يعاديكِ إمّا جاهلٌ أومُضَلَّلٌ= ويحميكِ ربٌّ بالقلوب عليمُ

وتبقينَ في صدرِ الزِّمانِ قلادةً= يشيرُ إليها بالبِنانِ حكيمُ

[الشاعر لطفي الياسيني]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تحية الاسلام
جزاكم الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
نفع الله بكم الاسلام والمسلمين وادامكم ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
المقاومة العراقية الباسلة
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيكم حقكم من الشكر والاجلال والتقدير
لكم مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
باحترام القعيد الحاج لطفي الياسيني
شهيد المسجد الاقصى المبارك الحي
باذن الله تعالى
</b></i>